فهم سلوك القطط: لماذا تقوم ببعض السلوكيات الغريبة؟
القطط هي من بين الحيوانات الأليفة الأكثر شيوعًا في المنازل حول العالم، ومع ذلك تظل سلوكياتها أحيانًا لغزًا يصعب تفسيره. قد تجد قطتك تقوم ببعض السلوكيات التي تبدو غريبة أو غير مفهومة، مثل العجن بمخالبها، أو الجري فجأة في جميع أنحاء المنزل، أو التحديق في الفراغ. فهم هذه السلوكيات يمكن أن يساعد أصحاب القطط على التواصل بشكل أفضل مع أصدقائهم الفرويين وتوفير الرعاية المناسبة لهم. في هذا المقال، سنستعرض بعض السلوكيات الشائعة لدى القطط وما يمكن أن تعنيه.
1. العجن بالمخالب
أحد السلوكيات الأكثر شيوعًا لدى القطط هو “العجن”، حيث تقوم القطط بالضغط على سطح ناعم بمخالبها بطريقة متكررة، وكأنها تعجن العجين. هذا السلوك يبدأ عادة منذ الصغر عندما تعجن القطط الصغيرة بطون أمهاتها لتحفيز إنتاج الحليب. بالنسبة للقطط البالغة، فإن العجن يعتبر سلوكًا مريحًا ويُعبّر عن الرضا والراحة. يمكن أن يكون أيضًا علامة على أن القطة تشعر بالأمان وتعتبر المكان الذي تعجن فيه جزءًا من بيئتها الآمنة.
2. الجري العشوائي في المنزل
في بعض الأحيان، قد تجد قطتك تبدأ بالجري فجأة وبسرعة في جميع أنحاء المنزل دون سبب واضح. يُعرف هذا السلوك ب”الهوس الليلي” أو “الزوميز”، ويعتبر أمرًا طبيعيًا تمامًا للقطط. القطط، خاصة تلك التي تعيش داخل المنزل ولا تتاح لها فرصة الصيد أو التسلية، قد تعبر عن طاقتها الزائدة بهذه الطريقة. تأكد من توفير ألعاب تفاعلية ونشاطات لتحفيز القطة ذهنيًا وجسديًا للمساعدة في تقليل هذا النوع من السلوك.
3. التحديق في الفراغ
إذا لاحظت قطتك تحدق لفترة طويلة في مكان معين دون حركة، فقد يبدو الأمر غامضًا أو حتى مقلقًا. الحقيقة أن القطط تمتلك حواسًا حادة جدًا، وخصوصًا في ما يتعلق بالسمع والبصر. قد تكون القطط ترى أو تسمع شيئًا لا يمكن للإنسان اكتشافه، مثل حشرة صغيرة أو صوت خفيف. أحيانًا يكون التحديق مجرد طريقة لتقليل التوتر والتركيز على شيء يثير اهتمامها.
4. إحضار الفريسة إلى المنزل
قد تُحضر القطط التي تخرج للخارج فرائس صغيرة مثل الطيور أو الفئران إلى المنزل. هذا السلوك يُعتبر غريزيًا لدى القطط، فهو يعكس طبيعتها كصيادة. القطط ترى في أصحابها جزءًا من عائلتها، وقد تكون هذه الفريسة بمثابة هدية أو جزء من سلوك التعليم، حيث ترغب القطة في تعليم أفراد العائلة كيفية الصيد. إذا كانت هذه السلوكيات مزعجة، من الأفضل إبقاء القطة داخل المنزل لتجنب هذا النوع من الأنشطة.
5. العض الخفيف أثناء اللعب
قد تقوم القطة أحيانًا بالعض أثناء اللعب، وهو سلوك قد يكون مربكًا لصاحبها. العض الخفيف هو جزء من طبيعة اللعب عند القطط، وهو يُستخدم للتفاعل مع الأشياء والأشخاص من حولها. ومع ذلك، إذا أصبح العض مؤلمًا أو مفرطًا، فقد يكون هذا مؤشرًا على زيادة التوتر أو عدم كفاية التحفيز الجسدي والذهني. يمكنك توفير المزيد من الألعاب التفاعلية لتوجيه طاقة القطة نحو سلوكيات إيجابية.
6. الخربشة على الأثاث
الخربشة هي واحدة من السلوكيات التي قد تسبب إزعاجًا لأصحاب القطط، لكنها غريزية ولا يمكن منعها. القطط تقوم بالخربشة لشحذ مخالبها، وتحديد منطقتها من خلال ترك علامات بصرية ورائحة من الغدد الموجودة في مخالبها. لتقليل خربشة الأثاث، يُفضل توفير عمود خربشة أو وسيلة بديلة تكون مخصصة للقطط واستخدام معززات إيجابية لتوجيه القطة نحو استخدامه.
7. المواء المتكرر
المواء هو وسيلة التواصل الأساسية لدى القطط، ولكن عندما يصبح المواء متكررًا بشكل زائد، فقد يكون محاولة لجذب الانتباه أو تعبيرًا عن الجوع، الملل، أو حتى الألم. من المهم محاولة فهم السياق الذي يحدث فيه المواء. إذا كان هناك تغيير في سلوك القطة، مثل المواء الزائد فجأة، فقد يكون من الأفضل استشارة طبيب بيطري للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية.
فهم سلوك القطط يتطلب الصبر والملاحظة، حيث أن كل قطة لها شخصية فريدة وسلوكيات خاصة بها. السلوكيات الغريبة التي تقوم بها القطط غالبًا ما تكون نتيجة لغريزة طبيعية أو طريقة للتعبير عن مشاعرها. من خلال التعرف على هذه السلوكيات وفهم أسبابها، يمكن لأصحاب القطط توفير بيئة مريحة وآمنة لحيواناتهم الأليفة، مما يضمن لهم حياة مليئة بالحب والراحة.
تنويه حول حقوق الملكية والنشر:
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الفكرية وقوانين حقوق النشر، ويتمتع بحماية قانونية وفقًا للتشريعات الدولية والمحلية. يُعتبر هذا المقال ملكية فكرية لموقع وتطبيق البيطري العربي الذي يمتلك جميع حقوق النشر . يُمنع نسخ أو توزيع أو استخدام أو نقل أو نشر هذا المقال أو أي جزء منه بأي شكل دون الحصول على إذن صريح من صاحب الحقوق المعني. أي مخالفة لحقوق النشر قد تُعرض المخالف للمساءلة القانونية والعواقب المالية والقانونية اللازمة.
